الأربعاء، 5 مارس 2008

طابور عيش ام طابور خامس
مأساة مواطن غير محب لوطنه او حتى لاهله
اصحو يوميا لأجد طابور العيش وقد تكدس الناس حوله منذ الساعات الاولى للصباح بل اني رأيت اناسا ينتظرون امام الفرن متحفزين قبل بدء تشغيله في ال2 وال3 صباحا
وعند هذا المشهد تدور الافكار بخاطري كالتالي

عندما تحكمك الحاجة لكي تترك قفص العيش مساء اليوم السابق على فتح الفرن لكي تضمن لنفسك دورا في طابور العيش صباحا
عندما تضطرك ظروفك لكي تخرج قبل الفجر لتضمن لنفسك مكانا تحت شمس الفرن المجاور لبيتك وربما لعملك وربما ابعد من ذلك لمجرد الهروب من اعباء سد الافواه
عندما يجبرك العوز الى الوقوف في طابور يمتد مسافة 20 مترا املا في الحصول على عيش حاف
عندما تترك عملك وتوقف اي محاولة منك للارتقاء على سلم العمل او العلم لتنال نصيبك من التوبيخ واللوم سواء من المتكالبين معك على الطابور او من صاحب الفرن وابنه وزبانيته وعماله الذين يلعنون اليوم الذي يصطبحون فيه بخلقتك
عندما ترغمك الايام لكي تصطحب طفليك فضلا عن زوجتك وتدخلهم في الطابور معك لكي يحصل كل واحد منهم على عيش بجنيه
عندما تكون متورطا رغما عنك في مشاجرة (خناقة) بين من يحاول الالتزام بالقواعد المتبعة واولئك البلطجية والوصوليين وحتى الفاسدين من ذوي الواسطة والمعرفة باصحاب الفرن او احد عماله الذين لا همً لهم سوى الافتئات على حقوق الاخرين وسلبها وطظ في اي حاجة غير كدة
عندما تفاجيء ذات يوم بان قفص العيش الذي تنتظره سلبه منك احدهم خلسة لتجد نفسك امام مأزق إما الدعاء عليه لأنه اخذ حقك بعد طول امل ام الرثاء له لأنه فعل ما فعله إما لحاجته الشديدة إليه او لضعفه الجسدي والنفسي لأنه لم يعد يتحمل ما تتحمله او لأنه استسهل الامر وغابت القيم عنده مثل كل الاخرين
عندما تجد بعد طول انتظار ان الفرن شطًب وانتهى عمله والطابور لا زال ممتدا وانك ستعود الى اهلك خائبا منكسر الهمة ذليل النفس حيران لتفكر كيف يمكن ان تقضي بقية النهار والليل دون لقمة وهل يمكن ان تعيد الكرة مجددا في نهار اليوم التالي من اجل رغيف عيش مدعم
عندما تجد كل ذلك فلا تبحث عن حب وتسامح بين الناس او دفاع عن مبدأ او قيمة او ولاء لفكرة او قضية او انتماء لوطن او حتى لاهل
ماذا نطلب من الناس ان تفعل في ظل كل ذلك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق