بعبع وفزاعة الاخوان
هل اعلان الاخوان المشاركة في الاضراب كانت سببا رئيسيا في فشله؟ وهل يملك الاخوان فعليا قاعدة لهم في الشارع تمكنهم من تحريكه الي مرحلة الثورة او حتي مجرد انتفاضة او هبة او عصيان مدني؟ الداعي الي طرح السؤالين الحديث المشار الان بشأن إعلان المشاركة في الاضراب الثاني مقارنة برفض المشاركة في الاضراب الأول، وأثر هذا الإعلان إما في زيادة خوف الناس الي درجة التراجع عن المشاركة في التجمعات والتحركات الجماهيرية مثلما حدث في الإضراب الأول او استنفار اجهزة الأمن الي الدرجة القصوي بحيث استطاعت وقف او منع تحركات الناس من المنبع إن صح هذا التعبير، واقصد به لإجراءات التي أتخذت أمنيا وسياسيا وأقتصاديا لإلهاء الناس وإشعال أذهانهم بأمور أخري من قبيل سجن الناشطين سواء من كفاية او الاخوان وغيرها واستمرار اعتقال المشاركين في الإضراب الأول حتي تم الافراج عنهم بعد فشل الإضراب الثاني بأيام قليلة.. فضلا بالطبع عن العلاوة اللي ضاعت ومايتصل بها.
خافت الناس فلم تشارك، فهذا امر لاشك فيه، واستنفرت أجهزة الأمن قوتها، فهذا أمر لاشك فيه ايضا، وان الاخوان لهم مؤيدون في الشارع وقادرون علي حشد التأييد لهم بالشكل الذي يريدونه فهذا هو الامر الوحيد الذي يمكن ان نشك فيه..وهنا انا لاادعي عجز الاخوان تماما وقدرتهم علي استقطاب الجماهير، ولاادل علي ذذلك مما كانوا يفعلونه امام لجان الانتخابات وصناديق الاقتراع ووراء القضايا ذات الصلة بحياة الناس، ولكني اشير بالاساس ان هذه القدرة لاتتجاوز حد تابعينه فى توقيت محدد وفي وسط محدد ايضا، انما الوقوف في مواجهة امام الدولة ببطشها وذراعها الامنية الممتدة، فهذا امر مشكوك فيه، والتمكن من الحصول علي تاييد تيارات اخري وقيادتها في تظاهره، فهو امر مشكوك فيه ايضا، واخيرا فان تلمس احاسيس الناس، كل الناس، والتعبير عنها وتمثيلها، فهذا هو وايم الله عين الشك ذاته. لماذا؟
بداية المصريون بطبعهم متدينون وهذه حققة لامراء فيها، وقد يبدون تعاطفهم مع الاخوان باعتبارهم صورة قد تكون ايجابية لوجه الدين السمح، خاصة اننا لم نسمع كثيرا عن تورطهم في قضايا اخلاقية او قضايا فساد وربما تعكس بعض مشروعاتهم نجاحا اداريا جيدا، فهم طاهري اليد والصدر،او هكذا نعرف فيما تداول عنهم من انباء ومعلومات.. هذا فضلا عن أنهم التيار الوحيد في البلد الذي يتلقي الصفعات تلو الاخري من دون ان يجار او يئن من الشكوي.. انظر الي حجم الانتهاكات التي تعرضوا لها منذ الخمسينات وحتي الان حيث الاعتقالات في صفوف كوادرهم وعناصرهم والمداهمات في بيوتهم والمصادرات لآموالهم.. هذا كله بالمقارنة بغيرهم.. ومن الطبيعي في ضوء ذلك ان يحظوا بالتعاطف من الناس لكن المشاركة العاطفية شيء والمشاركة الفعلية شىء اخر، فامصريون بطبعهم ايضا لايميلون الي التحرك جماعيا، فهم فرديون، وقد تحدثنا عن هذا المعني من قبل، وعندما يكون التحرك امام سلطة غاشمة يمكن" تبهدل الناس و"تمرمط" بكرامتهم الارض فسيفكرون مليا قبل الاقدام علي مثل هذا التحرك.. كذلك الامر فان المصرين لايتحركون الا للشديد القوى، وهو ما كن قد أشرت اليه من قبل باحيث يمكن ان تتوقع تحركا للجماهير بصرف النظر عمن من التيارات يشارك معهم او يقودهم عندما يستغرقوا المواطن العادي ان لقمة عيشه المغموسة بالمهانة وقلة القيمة والاذلال مهددة ولايستطيع الحصول عليها..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق