شعبه مطية لمن ركب... ياترى مين؟!
استكمالا للرسالة السابقة مباشرة:
وفقا لهذين الركنين، السالف الإشارة اليهما، تبدو السهولة في فهم اسباب تعالي هذا الجهاز وغرور عناصره عند التعامل مع الناس، ومن ثم تبدو سهولة الكيفية التي يمكن ان يتعاطي بها الناس مع الجهاز؟.. هذه القضية الفلسفية العميقة، علي حد وصف اساتذتنا المتفلسفين المتقعرين، تتيح اكثر من طريقة مناسبة للتعامل:
اولها: ابعد عن الشر وغني له، اصبر علي جارك السو يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده... ودة منطق المصريين السلبي.. وقد يبدو موقفهم مبررا خوفا من بطش الجهاز وتضخم انا عناصره.. لكن من غير المنظور لانسان ذي كرامة ان يصبر علي ظلم واقع به دون ان يضطر للعمل ضدة ومحاولة ازالته.. كما ان الجهاز يحتاجه كل الناس شاءوا ام ابوا.. وبالتالي فان التعامل معه مطلوب ولايمكن في بعض الاحيان الاستغناء عنه، خاصة ان منهم من يرعي الله في تعامله مع الناس ويستجار بهم عند الحاجة، الامر الذي يستوجب البحث عنة وسيلة اخري للتكيف مع الجهاز وطرائق تعامله اللانسانية لان تجنب التعامل معه او البعد عنه غير وارد بالمرة، خاصة اذا ما كان الجهاز او افراد منه بيتكلموا او بيبلطجوا.. فالواحد مننا هايروح منهم فين.. لازم تتعامل معاهم.. علما بان التصدي لهم بشكل منفرد وفي ظل الاوضاع الحالية قد تكون عواقبه اسوا من عواقب البعد عن الشر ذاته.. فهو ليس غنيمة في كل الاحوال.
ثانيها: المواجه المباشرة معه وعادتنا وثقافتنا لاتحبذ ذلك ولاتفضله.. فنحن اساتذة في الاتفاق والمواربة.. وربما يعود ذلك الي الخوف اللامبرر من الجهاز.. لكن السبب الرئيسي من وجهة نطري هو اننا لانحب بعض وبنضرب في بعض وبندبس بعض وبنخوذق بعض.. وكلها مفاهيم ومصطلحات سائدة في بيوتنا وشوارعنا واماكن اعمالنا.. ثقافة وانا مالي.. اضرب المربوط يخاف السايب.. حطه في وش المدفع.. سخنه ومالكش دعوة.. يستاهل... ده مابيحرمش.. ياما قلتله امش جوة الحيط مش جنبه.. وهكذا يتجنب الناس المواجهة في امور واجب التصدي لها وحسمها والجهاز بصراحة يلعب علي الحته دي.. عارف اننا احنا ما بنتفقش علي حاجة وكله بيبيع كله وبيضرب فيه.. يقول لك كلاما جيدا في وجهك وتسمع نقيضه من نفس الشخص لكن عبر طرف ثالث.. والسؤال ازاي واحد يتفق مع واحد لعمل ما هو اصلا قلقان منه ليكون بيبيعه في حته تانية.. وعشان كدة المواجهة المباشرة سواء من فرد واحد او مجموعة او اكثر غير واردة بالمرة ايضا.
ثالثها: وهي الطريقة المثلي في رايي لانها تناسب ثقافة المصريين الشعبية " الجبانة" علي وجه التحديد، وتعتمد علي الاعيب شيحا وعلي الزيبق وغيرهم الذين استطاعوا اثارة الشارع عبر نجاحات فردية في المواجهة.. لكن مشكلة هذه الطريقة انها طويلة المدي ومحددة التاثير بل والفاعلية كما ان تداعياتها عظيمة المدي وخطيرة.. بمعني انا تاخذ وقتا طويلا جدا ليتشكل عنصر مناؤي او معارض زي: علي او شيحا.. وده معناه تحمل الظلم والقسوة والاضطهاد لفترات طويلة قد تعني قرونا قبل ما يخرج حد عنده دم.. هذا ان خرج اصلا لانه غير محتمل الحدوث في احايين كثيرة، وبافتراض وجود هذا العنصر المعارض ستواجهه مشكلة وهي انه بمفرده وبالتالي هيعمل اية لوحده مع شعب ميت زي ما قال واحد قديم ما اعرفش اسمه.. او زي ما قال واحد تاني : شعبه مطية لمن ركب" يقصدنا نحن.. المهم انه غير قادر علي تحريك الشارع بمجرد بعض الالعاب الاخطر ان الفرد الواحد ده ها يتعمل فيه زي ماتعمل مع محمد ابو سويلم.. الجميع اتخلي عنه وفي الاخر اتحل.. وزي ما بيتعمل او ها يتعمل مع اسراء حد عارفها؟ اشك.. اسراء دي هي اللي هاتشيل في الاخر مسؤولية التحريض علي اضراب 6\4\2008.طيب اذا كانت هي دي الطريقة المثلي رغم عيوبها الكثيرة.. ايه المانع من تطويرها.. فبدلا من ان يكون هناك: علي او شيحا واحد يكون هناك اكثر من واحد من هؤلاء ولو بدرجات متفاوته.. ولكن ده محتاج تغيير للثقافات اللي اكتسبناها السنين اللي فاتت.. واظن ان الحركة والحيوية الحاصلة علي الانترنت والدعوات لالاضراب دي بداية الطريق.. يارب..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق