الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الوشوش الأليفة المألوفة

في فترة سابقة، لم تتجاوز سنوات...
كنا قد استبشرنا خيرا على أمل واحد فقط...

فالبلد يمكن أن ترى "خلقا" آخرين، أناسا من "عجينة" مختلفة...
غير تلك التي اعتدناها، وفُرضت علينا طوال عمرنا القصير...
أمل خادع بأن لدينا "بشرا" يمكن التغيير والتبديل فيما بينهم...

ذهبت هذه المبشرات أدراج الرياح كغيرها...
راح كل شيء دون أن يترك أثرا في نفوسنا..

إذا أردت رجل دين، فها هو "المفوه" صاعد كل المنابر..
إذا بحثت عن رجل دولة، ستجده حاضرا متأهبا لرئاسة المجلس...
أما إذا كنت تريد إعلاميا، فكلهم مشتاقون لك مستعدون لأي شيء..

في غفلة من الزمن، بل منا..
عُدنا نجتر الوشوش ذاتها...
نردد ما تلوك به ألسنتهم..

عند سؤالك عن محلل سياسي أو خبير عسكري...
فهم على القائمة جاهزون لما تريد نفثه..
رجال الأعمال في خلفية المشهد بارزون داعمون..

السراب الذي يحسبه الظمآن ماء...
عاد يطل بوجهه من جديد..
بعد أن كنا نأمل زواله..

المبدعون الذين بلغت شهرتهم الآفاق، كذبا، يفلسفون ويبررون..
الأراجوزات الراقصون أمامنا يصفقون، يهللون، ولا ينتهون..
الأساتذة الجامعيون المتطلعون في الصفوف ينتظرون..

هم من الملهم رهن إشارة وتوجيه..
بانتظار تكليف وربما أمر..
وشوش غابت لبرهة ثم تجلت وأشرقت..
أتقنت الكبر وأبدعت في العناد وفجرت في الخصومة..

الجعبة مليئة بأشباه هؤلاء..
فالبلد غنية بالكثيرين من أمثالهم...
"مرميون" هنا وهناك..
فـ "مصر ولادة"، كما يقولون..



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق