الأحد، 16 مارس 2008



الكنيسة لازالت على موقفها من رفض حكم الإدارية العليا الذى يخول المسيحى المطلق ان يتزوج ثانية ....
والقضية هنا لاتتعلق بحكم محكمة من اللازم تنفيذه او العكس...
وانما الامر يتعلق بهذا المواطن المسيحى الغلبان الذى اوقعه حظه العاثر فى مأزق اظن انه يشمل الدولة ككل.. كيف؟
المسيحى المتدين يدرك تماما ان انتماءه الاول هو لكنيسته او على وجه التحديد لدينه ومايتيحه له من هوامش للحركة سواء فى معاملاته الدنيوية اوعباداته ... لكنه فى الوقت ذاته مضطر الى مخالفتها- اى الكنيسة- فى حال رغبته فى الطلاق والحصول على رخصة بالزواج الثانى....
ماذا يمكن ان يفعل مواطن يرغب فى تطليق زوجته والزواج بثانية مع تحييد كافة الظروف الاخرى؟ بما فيها التلاكيك والافتراء والزنا واشياء اخرى؟
ماذا يمكن ان يفعل انسان فى حال توقف الحياة مع زوجته.. ماذا يمكن ان يفعل اذا لم يستطع العيش معها..والعكس صحيح طبعا بالنسبة للزوجة فماذا يمكن ان تفعل هى الاخرى فى مواجهة زوج يجعلها تقاسى الحياة فى كل دقيقة تعيشها؟
اليس من الاجدى ان يذهب كل منهما الى حال سبيله عسى الله ان يجد لهما من يأنس به ويرتاح له...
اعلم تماما جدوى الوازع الديني الذى يحرك بابا الكنيسة فى موقفه المتشدد.. فإضافة الى كونه اعتبارا دينيا خالصا بدعوى ان الانجيل لم يذكر الطلاق..الا ان الوازع الاهم يتعلق بما قاله رجال دين مسيحيون على رأسهم البابا نفسه وهو ان ما جمعه الله لايفرقه احد وانه من المهم حماية قواعد الاسر المسيحية وما الى ذلك...
ولكن هل منعت هذه البواعث رغبة المسيحيين فى الطلاق..اظن ان تغيير البعض لدينه يرجع الى ذلك..كما اظن ان وقوع البعض فى اخطاء الانحراف والزنا وما الى ذلك راجع الى هذا الموقف المتشدد...
قد يقول البعض ما الدافع وراءك انت لكتابة هذا الموضوع رغم انك مسلم..اقول ان السبب فى ذلك هو تحول الموقف الى اشبه بمواجهة تقودها الكنيسة من جهة التى اصبحت دولة داخل دولة بموقفها الرافض لحكم محكمة، والدولة الرسمية من جهة اخرى ممثلة فى اعلى جهة قضائية، خاصة بعد ان اصدر مجلس الدولة يوم 16/3/2008 بيانا تحت عنوان"السلطة الدينية والرقابة القضائية" بدت فيه تلك المواجهة في أوضح صورها الى درجة ان وصفها ابراهيم عيسى اليوم في الدستوربأنها بمثابة دعوة للاستقطاب بين ما اسماه حزب الكنيسة التي تلتف حول دولة لا تعير الاقباط اي اهمية تذكر
من ناحية وبين اتجاهات شعبية وربما رسمية متطرفة في طور التكوين والتبلورهدفها هي الاخرى خلق حالة عداء بينها وبين الكنيسة مشيرا الى ان هذه الاخيرة بموقفها من حكم المحكمة ستثير مزيدا من العداء تجاهها ....
وهذا هو الاخطر وهو ما دفعني للتعليق...وربنا يستر!!!!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق