مشكلة الاخوانجية
كنت قد ذكرت في احدى الرسائل السابقة او لمحت على وجه التحديد ان موقف الاخوان من انتخابات المحليات واضراب 6 ابريل هو موقف يغلب عليه الانتهازية مبررا ذلك بشيئين الاول انهم تخلوا عن بقية القوى السياسية الفاعلة وليس الاحزاب الرسمية بالطبع حتى المعارضة منها في موقفهم الرافض التورط فى انتخابات تروج للنظام اكثر منها اختبار للنظام وقدرته على الحشد والاستقطاب.. بمعنى انهم ايدوا فى بداية الامر المشاركة وحتى اخر يوم قبل اجراء الانتخابات رغم انهم يعرفون جيدا ان العملية الانتخابية عملية مزورة بكل معانى هذه الكلمة ويكفى ان تعرف ان 43 الف مقعد من 53 الف فاز بها الوطنى بالتزكية او التسقية مش هاتفرق كتير.. كذلك فانهم اصروا على المشاركة رغم دعوة كفاية وغيرها الى المقاطعة ورغم حملة الاعتقالات التى جرت فى صفوفهم ورغم الاحكام التى حصلوا عليها بوقف الانتخابات وقبول اوراق مرشحيهم.. على الرغم من كل ذلك اكدوا على مشاركتهم ولم يردعهم سوى انهم لم يضمنوا الا 20 مرشحا فقط استطاعوا اختراق السياجات الامنية المرفوضة وقبلت اوراقهم.. وعند ذلك وفى اللحظة بالذات وقبل اجراء الانتخابات بسويعات قليلة اعلنوا مقاطعتهم لها.
الشىء الثانى: رفضهم المشاركة فى الاضراب يوم 6\4 ورغم ان دعوة الاضراب قام بها بعض الشباب غير المنحزيين، الا ان معظم القوى السياسية تلقفتها لتروج لها وتدعمها بشكل او باخر الا الاخوان رغم ما يملكونه فى الشارع والجمعيات والنقابات من تاييد وقدرة على الحشد.. بل انهم اعتبروا الدعوة للضراب لافائدة منها ولاطائل من ورائها.. واضيف هذا الموقف الى مواقف اخرى لللاخوان تعكس رغبتهم فى العمل بشكل انفرادى او هكذا اظن، مثلما حدث فى اضراب اساتذة الجامعات او غيرهم.
المهم انه ورغم ثبوت حقيقة وواقعية هذيين الشيئيين السالف الاشارة اليهما، الا انى كمراقب متابع، او هكذا اتمنى، لااستطيع اطلاق وصف الانتهازيين بما يحمله من صفات سلبية على مواقف الاخوانجية الاخيرة، وذلك لاكثر من سبب ولا يعنى ذلك اننى كنت متحاملا عليهم من قبل ثم اتراجع عن ذلك الان او ان لى موقف مؤيد من بعض توجهاتهم، وان كنت اؤيد افكاهم واعلن بصراحة تعاطفى معهم لتاريخ الن9ظام الاسود معهم ورغبته فى استئصال شأفتهم اولا عن اخر لمجرد رغبتهم فى المشاركة فى اوجه الحياة السياسية لهذا البلد، وهذا حق مكفول للجميع ويجب ان يكفل للاخوانجية مثلهم فى ذلك مثل الليبراليين والشيوعيين او غيرهم ويترك للشارع او الراى العام والجماهير الحق فى اختيار اصلح من يرعى شؤونهم ويعبر عنهم لدى الاجهزة المعنية.
من بين اهم الاسباب التى تجعلنى ارفض وصفهم ب" الانتهازية" ان الوصف فى ذاته يعبر عن موقف وراى ملبى تجاههم، وهذا يخرجنى من طائفة المحللين المحايدين المفترض ان انتى اليهم.. لكن الاهم من ذلك عدة اسباب اخرى اجملها فى نقاط كالتالى:
1) ان الدعوة الى مقاطعة الانتخابات ورفض تبنى الدعوة الى الاضراب، الهدف منها كما هو واضح، عدم استنفار يد البطش الامنى تجاههم، خاصة انهم يتصدون لائحة الانضمام الاولى التى يطلقها النظام عند حدوث اى ازمة.. وهم بصراحة مش ناقصين.. لكنه فى الوقت نفسة ذكاء سياسى منهم.
2) كوادر الجماعة وقواعدها تستاصل على فترات متقاربة، وذلك بحملات المداهمة والاعتقال، ويبدو ان الاخوانجية خافوا من ضربات موجعة اذا ما اشتركوا فى الاضراب او نبشوه مثلما حدث لهم فى الخمسينات والستينات، ولذلك تجنبوا الانخراط فيما تدعوا اليه القوى الاخرى حتى لايستفزوا الدولة ناحيتهم.. وهذا ايضا ذكاء سياسى يحسب لهم.
3) الاهم انهم يتلمسون تحركاتهم المستقبلية، فهم لايريدون مواجهة قد تزيد ضغط الشارع المضغوط اصلا، كما انهم يريدون ايصال رسالة للنظام بان ازمتهم ماهى الا جزء من يسير من ازمة الجماهير نفسها التى تئن من وطاة وتردى الاموال والاوضاع السياسية والمعنية.. بمعنى اخر فانهم ارادوا ان يضعوا مرآة امام النظام لكى يرى فيها نفسه واظن انهم قد نجحوا فى ذلك.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق