الأربعاء، 16 أبريل 2008

هل سيرضخ للضغوط وإلى أي حد؟!
ابراهيم عيسى فى مقال خطير له اليوم 16/4/2008 بالدستور ذكر ان هناك علاقة وثيقة تربط النظام المصري بكل من اسرائيل والولايات المتحدة.. وقد تبدو هذه المقولة عادية، فالمعروف فعلا ان الانظمة الثلاثة تتحالف مصلحيا معا بشكل او بآخر.. لكن الخطير ما اكد عليه ويتمثل في ان نظام مبارك يضمن امن اسرائيل وهذه الأخيرة تضمن بقاء واستقرار نظام مبارك من خلال تدعيمه امريكيا ودوليا، مفصلا ذلك كالتالي:
· وجود" حبل سري وعلني" يربط دائرتي الحكم في كل من القاهرة وتل أبيب.. لكنه لم يوضحه.
· القاهرة ورقة في يد الإسرائليين تٌستخدم لحمايتهم وكأداة في مخططاتها السياسية ضد العرب والشرق الاوسط.
· المدافع والداعم الأول لنظام مبارك في العالم كله هي اسرائيل التي تشكل القوة الأساسية النافخة في الدور المصري لدى الامريكيين، والرئيس ونجله يعرفون ذلك جيدا.
· القواسم المشتركة للأطراف الثلاثة، القاهرة وتل ابيب وواشنطن، تتمثل في ضمان الخريطة الأمريكية بالمنطقة والعداء للتيار الإسلامى ولإيران.
· المقابل الذي تدفعه القاهرة أكبر لضمان استقرار نظامها، حيث تقوم بتفريغ سيناء جغرافيا وتاريخيا كجبهة خطر محتملة على اسرائيل وتبيع البترول والغاز لها بأسعار شبه مجانية لدعم آلتها الحربية والرادعة في المنطقة وتعمل على كسب ود اسرائيل باعتباره المكون الرئيسي للرضا الامريكي عن النظام.
· اسرائيل تتخوف من تطورات الاوضاع في القاهرة وتراهن الآن إما على بطش النظام ضد معارضيه رغم انه رهان محدود لأن له سقف معين، وإما ان يحدث تغيير آمن ومضمون للنظام في القاهرة.. وهذه هي النقطة المفصلية في الموضوع.. وهي ان ضغوطا امريكية اسرائيلية ستٌفرض قريبا على نظام مبارك لإحداث التغيير والانفتاح الذي يصب في مصلحة الاسرائيليين.
والسؤال الذي يطرح نفسه ليس بشأن ماهية هذه الضغوط، فلدى امريكا من وسائل الضغط الكثير، وإنما هل سيرضخ لها مبارك؟ وهل ستسفر فعليا عن إحداث تغيير؟
الداعي إلى طرح السؤال ان النظام عنيد في تحديه، خاصة اذا ما استشعر ان الضغوط ستمثل، بشكل او بآخر، مكسبا سياسيا لبعض القوى المطالبة بالتغيير أصلا، لاسيما أن التغيير حتى لو كان محدودا أو مسيطرا عليه من أعلى، سيمس بصورة مباشرة الامتيازات التي استطاع النظام وحاشيته الحصول عليها والتمتع بها.. وهي مكاسب سنين لايمكن الاستغناء عنها مرة واحدة.
كما لايمكن فتح المجال امام ضغوط من المتوقع ألا يكون لها سقف نهائي.. بل إن أي تغيير ستتلوه مطالبات أخرى بمزيد من التغيير، وهو أمر سيجعل النظام محل ابتزاز وخاضعا له، وهو شكل من أشكال الضغوط يأباه النظام ويرفضه .. فقد يقبل ضغوطا خارجيا لكنه لايقبل أبدا الضغوط الداخلية، وتجربته السياسية الطويلة تؤكد هذا المعنى، خاصة إذا أسفرت المطالبات عن جر البعض لجهات تحقيق او للقضاء، لأن ذلك سيفتح أبواب جهنم على عصابة الحرامية اللي ماسكين البلد أو العناصر النافذة فيه .. فكبش الفداء الذي سيتم التضحية به على مذبح الوفاء ببعض متطلبات التغيير لن يسكت إذا ماذهب وحده إلى السجن، بل سيجر معه العديد.. والكبار يخشون ذلك بالتأكيد وانظرإلى قضية ابراهيم نافع وغيره التي أُغلقت ملفاتها قبل ان تبدأ.
وبافتراض قبول النظام لفكرة إحداث بعض التغييرات، لأن الضغوط ستكون قوية وعلى رأسها بالطبع تمرير عملية التوريث، فإن حجم هذه التغييرات لن يتجاوز من وجهة نظري حد الديكور السياسى، كإجراء انتخابات شكلية، وتوسيع هامش حركة مؤسسات المجتمع المدني المتلقية للدعم.... الأهم ان النظام قادر على الالتفاف على هذه الضغوط بمزيد من التنازلات التي يمكن أن يقدمها، وهو ده المطلوب من جانب الأمريكيين والإسرائيليين، والملفات المطلوب التنازل فيها كثيرة ولا تعد ولا تحصي، وهذا ما ننتظر حدوثه!!

هناك تعليق واحد :

  1. انت مندهش من شيء لاتكاد تندهش منه عنز. معروف جدا بان اسرائيل تمرر بعض المصالح لمصر في واشنطن وهناك حادث معروف جدا في انتخابات عام 2005 في الجولة الثالثة عندما قام شارون قبحه الله بالتوسط لدى واشنطن لكي تخف ضغوطها عن النظام لكي يمرر مذبحة المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية والتي قتل فيها ما يقارب 20 مصريا اثناء محاولاتهم الوصول الى صناديق الاقتراع. اهم من ذلك ان الجميع يعرف ان اسرائيل ضالعة سواء بالفعل او بالافتراض وفقا للمعيطات في موضوع التوريث. وجزء كبير من حجج اسرائيل ترتكز بالطبع على احساسها بالامن وهو ما سيتوفر ولو بصورة مرحلية مع استمرار الوضع الراهن. ومقالة ابراهيم عيسى ليست تحليلا اكثر منه استقراء مبنى على شواهد. ثالث شيء يا اخ محمد انك تقول "شلة الحرامية الى ماسكين البلد". هناك فساد بالطبع هائل في مصر واحيانا ما يبدو ان نشر هذا الفساد وترويج الانباء الخاصة به تتم احيانا عن عمد لان النظام يعتقد ان خير وسيلة لاستمرار احكام سيطرته على البلد - هي اشاعة روح اليأس والعجز وعدم القدرة على احداث اي تغير. ولكن تعبير "الحرامية الى ماسكين البلد" هو تعبير قد نسمعه من عربجي او سائق سيارة ميكروباس ولكن ليس من شخص مثقف او شبه مثقف. غير انني لا اشكك في وجود هذه العصابة التي تحكم البلد فعلا والتي تتساند بشدة لانها تعرف ان سقوطها سيكون فيه النهاية المريعة لجميع افرادها.

    ردحذف